ابزار وبمستر

أَبو تَمّام

أَبو تَمّام

 

أبو تَمّامٍ حَبِیْبُ بنُ أَوْسٍ الطّائیّ، مِنْ أَساطِیْن الأَدَبِ وأُمرائِه، وعَلَمٌ فی الشِّعْر أَغَرُّ أَبْلَجُ، حَفّاظَةٌ له، ذوّاقَةٌ فی تَخَیُّرِ أَشْعار العرب وانْتِخابِها، آیَةٌ فی تَصَیُّدِ الجِیاد الحِسان مِنْها، ومَأْثَرَةٌ جَلِیْلةٌ مِنْ مَآثِرِ طَیِّئ، الّتی یَتَحَدَّرُ مِنْ أَصْلابِها، علا شانِئیْه بالشِّعْرِ والأَدَب، فغَمَزُوْهُ فی الحَسَبِ والنَّسَبِ، وزاد على ذلك غُلاتُهم فجَعلوه رُوْمِیَّ الأَرُومَةِ والمَحْتِد، نَصْرانِیَّ المِلَّةِ، وسَمَّوا أَباه «تدوس» أو «تیودوس»، وقد أَعانَهم حَبِیْبٌ على نَفْسِهِ برِقَّةِ دِیْنِه وتَخَفُّفِهِ فیه، عِلاوةً على سَدِّهِ أَبوابَ الرِّزْقِ علیهم حَیاتَه، واحْتِسائِهِ الصَّهْباء، وإِتْیانِه اللَّهْوَ فی الجَهْر والخَفاء، ومَیْلِه إلى ظاهرِ الطَّرَبِ واللَّعِب، حتّى شَكَّ فیه مُحِبُّوْه، وخَالَطَ أَفْئِدَتَهم رَیْبٌ لم تَنْقَشِعْ عنها سَحائِبُه.

وُلِدَ فی قریة جاسِم، مِنْ أَعْمال حَوْرانَ بسوریَة، وشَبَّ بها، لیس تَمِیْزُهُ مِنْ أَتْرابِه خِلالٌ ظاهرةٌ إِلاّ أنّه «كان أَسْمَرَ طُوالاً فیه حُبْسَةٌ وتَمْتَمَةٌ یسیرةٌ، حُلْوَ الكَلامِ فَصِیْحاً، كَأَنّ لَفْظَهُ لَفْظُ الأَعْراب»، وهو مع ذلك قَبِیْحُ الإِنْشادِ للشِّعْر، غَیْرُ مُحْسِنٍ فیه، ممّا أَحْوَجَه ـ بعد أنْ صَعِد نَجْمُه ـ إلى اتِّخاذِ غُلامٍ له، حَسَنِ الإِنْشاد للشِّعر، كان یُفَرِّقُ ما جَمَّعَ حَبِیْبٌ مِنْ قَوافیه، على ذَوِی الحُظْوَة والجَاه، المُصْغِیَةِ أَفْئِدَتُهم إلیه، حتّى قَطَعَتْ صِلاتُهُم لِسانَه، ومَلأَتْ هِباتُهُم وعَطایاهم فاه.

أَمّا بعد أَنْ خَرَجَ إلى النّاس ببِضاعَتِهِ، وعَظِیماتِ سَجایاه، فقد آمَنَ الخَلْقُ بمَواهِبَ فَذّةٍ رُزِقَها، وخِصالٍ عالیةٍ وُهِبَها، أَنْبَهَتْه بینهم نَباهَةً لَم یَخْمُل بعدها ذِكْرُه أَو یَسْقُطْ صِیْتُه، مِنْها: غَزارَةُ عِلْمِهِ، وسَعَةُ معرفتِه، وحُسْنُ اختیاراته ومُنْتَخَباته، مع حِدَّةِ ذكاءٍ، وحُضُورِ بَدِیْهةٍ، وسُرْعَةِ جَوابٍ، حتّى إنّه كان یُبادرُ المُتَكَلِّمَ بالجواب قبل انْقِضاء كلامِه، كأَنَّما اطَّلَعَ على سِرِّه، فعَلِمَ ما سیقول؛ مِنْ ذلك أَنَّه مَدَحَ الأَمیرَ أَحْمدَ بنَ المُعْتَصِم بقصیدتِه السِّیْنِیَّةِ، الّتی یقول فیها:

أَبْلَیْتَ هذا المَجْدَ أَبْعَدَ غایَةٍ

                  فِیْهِ، وأَكْرَمَ شِیْمَةٍ ونِحاسِ

إِقْدامَ عَمْرٍو، فی سَماحَةِ حاتِمٍ

                  فی حِلْمِ أَحْنَفَ، فی ذَكاءِ إِیاسِ

وكان أبو یُوسُفَ یَعْقُوبُ بنُ الصباح الكِنْدِیّ الفیلسوفُ حاضرًا؛ فقال ـ مُخاطبًا أبا تَمّام ـ: «الأَمیرُ فوقَ مَنْ وَصَفْتَ». فأَطْرَقَ أبو تَمّام هُنَیْهَةً، ثمّ ارْتَجَل قائلاً:

لا تُنْكِرُوا ضَرْبِیْ لَهُ مَنْ دُوْنَهُ

                  مَثَلاً شَرُوداً فی النَّدَى والبَاسِ

فاللهُ قَدْ ضَرَبَ الأَقَلَّ لِنُوْرِهِ

                  مَثَلاً مِنَ المِشْكاةِ والنِّبْراسِ

ولمّا تَلَقَّفوا القصیدةَ مِنْ یَدِه لم یُصِیْبوا فیها هذین البیتین، فعَجِبوا من سرعة فِطْنَتِه، واتِّقادِ قَرِیْحَتِه، وقولِه الشِّعر على السَّجِیّة، كأَنّما یُمْسِكُ بیَدَیْهِ أَزِمَّةَ القَوافی أَجْمَعِینَ.

أوّل ما نَشَرَ فضائلَ أبی تَمّام المَطْوِیَّة فی صدره، طَیَّ السِّجِل، سُبابٌ وتَهارشٌ نَهَضَا بینه وبین الشَّاعرِ المِصْریّ یُوسُفَ السَّرّاجِ، إِبَّانَ رحلته إلى مِصْر، شَهَراهُ وأَشْخصا ذِكْرَهُ عند الأُمَراءِ والوُلاة فی كلّ صُقْعٍ، ثمّ عَلِق قلبُه التَّسْفارَ والتَّطْواف فأَنْضى مَطِیّتَه فیهما، فوَفَدَ على المَأْمون بالعراق مادِحًا، ثمّ اسْتَقْدَمَه المُعْتَصِمُ بعده إجلالاً لقَدْرِه، وإِعظامًا لشأْنه، وقَدِم خُراسان فمَدَح بها عبدَ الله بنَ طاهر بن الحُسین، ووَصَل إلى إِرْمِیْنِیَة فمَدَح خالدَ بنَ یزید، فما زال هذا دَأْبُهُ،  یُشَرِّقُ تارةً ویُغَرِّبُ أُخْرى، ولِسانُ حالِه یقول:

بالشّامِ أَهْلِیْ، وبَغْدادُ الهَوَى، وأَنَا

                  بِالرَّقْمَتَیْنِ، وبِالفُسْطاطِ إِخْوانِی

وكان فی حَلِّهِ وتَرْحالِه یجودُ بقوافٍ عَظُمَتْ صُدورُها بحُبٍّ جَمٍّ للعُرُوبَةِ وأَعْلامِها، وناءتْ أَعْجازُها بمَعانٍ إسلامیَّة جلیلةٍ، أظْهرُها وأَعْلاها ـ وكلّها ظاهرٌ عالٍ ـ ما جاء فی كلمته البائِیَّة فی فَتْحِ عَمُّورِیَّة.

انْمازَ شعرُ أبی تَمّام من غیره بغَلَبَة المعانی المُخْتَرعة علیه، وظهورِ نَفَسِ التّجدید فیه، فضلاً عن بُرُوزِ الصَّنْعة غیرِ المُتَكَلَّفَة، والتَّفَنُّنِ فی تطویعها دون مَشَقَّةٍ أَو إِنْعام نَظَر؛ أَعانَ حَبِیْبًا على ذلك حِسٌّ مُرْهَفٌ، ونَفْسٌ شاعرةٌ تَوّاقَةٌ إلى اخْتِراع المعانی، تَتَعَشَّق الجدیدَ وتَهْفُو إلیه؛ قال البُحْتُری عن سَعْی مُعَلِّمِه إلى تولید المعانی: «أبو تَمّام أَغْوَصُ على المعانی، وأنا أَقْوَمُ بعمود الشِّعر». وقال ابن الرُّومیّ: «أبو تمّام یطلب المعنى ولا یُبالی باللّفظ». ومن المعانی المُبْتكرة الّتی لم یُسْبَق إلیها حَبِیْبٌ، بل وَرَدَها صَفْواً لا كَدَر فیه، ثمَ ألْبَسها حُلىً قَشِیْبةً زاهِیَةً، تَسُرّ النّاظرین، قوله:

وإِذا أَرادَ اللهُ نَشْرَ فضِیْلَةٍ

                  طُوِیَتْ أَتاحَ لَهَا لِسانَ حَسُوْدِ

لَوْلا اشْتِعالُ النَّارِ فِیْمَا جَاوَرَتْ

                  مَا كانَ یُعْرَفُ طِیْبُ عَرْفِ العُوْدِ

وقوله:

لا تُنْكِرِیْ عَطَلَ الكَرِیْمِ مِنَ الغِنَى

                  فَالسَّیْلُ حَرْبٌ للمَكانِ العَالِی

وقوله:

یا أَیُّها المَلِكُ النَّائی بِرُؤْیَتِهِ

                  وجُوْدُهُ لِمَراعِی جُوْدِهِ كُثُبُ

لَیْسَ الحِجَابُ بِمُقْصٍ عَنْكَ لِی أَمَلاً

                  إِنَّ السَّماءَ تُرَجَّى حِیْنَ تُحْتَجَبُ

وآثارُ الصَّنْعَةِ فی شعر أبی تمّام ظاهرةٌ ظُهورًا لافِتًا، تُرَى فی بَدْو القصائد، وتَرِدُ فی تَضاعِیفِها، فمِنْ أَظْهَرِ ما یَفْجَؤُ النّاظرَ فی شعره خُرُوجُهُ على إِلْف العرب، مِنَ الابْتِداء بالوقوف على الأطلال والدِّمَن، ومُخاطَبَة صُواها، والبُكاء على رَحِیل ظَعائِنِها، إِذ كان یَهْجُم على المعنى المَنْشود فیُمُسكه بَتلابِیْبِه مِنْ دون أَنْ یَتَحَوَّجَ إلى تُكَأَةٍ لُغَوِیّة یَسْتَنِد إلیها، أو شَفاعةٍ مَنْ إِلْفِ الشّعراء قبله یَلُوْذُ بها، فهذه كلمته فی فَتْح عمُّورِیَّة بدأها بقوله:

السَّیْفُ أَصْدَقُ إِنْباءً مِنَ الكُتُبِ

                  فی حَدِّهِ الحَدُّ بَیْنَ الجِدَّ واللَّعِبِ

وقَصَد فیها ما یُوائِمُ المُقام مِنْ دون أنْ تُلْهِیَهِ المُقَدّمة، أو تَصرفَه عن غرضه، فأصابه، وذهب یَنْشُدُ الجناس (بین الحَدَّین) والطّباق (بین الجِدّ واللَّعِب) فاقْتادهما، وعَزَّزهما بقوله:

بِیْضُ الصَّفَائِحِ لا سُودُ الصَّحائِفِ فی

                  مُتُوْنِهِنَّ جَلاءُ الشَّكِ والرِّیَبِ

ومِنْ أَمْلَح ما وَرَد فی كلامه مِنَ التَّدْبِیْج، قوله فی رثاء مُحمّد بن حَمِیْد الطُّوسِیّ:

تَرَدَّى ثِیابَ المَوْتِ حُمْراً فَما دَجا

                  لَهَا اللَّیْلُ إِلاَّ وهْیَ مِنْ سُنْدُسٍ خُضْرُ

فجَمَعَ بین الحُمْرة الّتی عنى بها القَتْل، والخُضْرَةِ الّتی عَنى بها ثِیاب الشّهداء؛ أی إِنّه لم یَنْقضِ یومُه حتّى أُبْدِلَ بثیابِه المُلَطّخَةِ بالدّمِ ثیابَ أهل الجنّة. وهذا ضَرْبٌ مِنْ ضُرُوبِ تَصَرُّف حَبِیْبٍ فی ثقافته، وسَعة اطّلاعه، غَیرَ أنّه إذا اعْتاصَ علیه معنًى مِنَ المعانی، أو حار فی تَطْوِیعه، فإنّه یلُوذُ بالكلام غَیْرِ المفهوم، ویَحْتَمِی بالغُمُوضِ وعُسْرِ التَّأویلِ، فإِذا سأله سائلٌ: لِمَ لا تَقول ما یُفْهَم؟ أجابه بقوله: وأنْتَ، لماذا لا تَفْهم ما یُقال؟!

تَصَدَّرَ أبو تَمّام مَجالسَ الشِّعْرِ، فلم یُصِبْ شاعرٌ مِنْ شعراء عصره فُسْحَةً فیها إلاّ بقَدْرِ ما یُصِیْبُ مِنْ رِضاهُ عنه، ولاسیّما مجالسِ الفَخْرِ والحَماسَة والأَمادِیْح ـ فإِنْ ذَهِل حَبِیْبٌ أَو تَغافَل عمَّنْ زاحَمَه، فلیس فی غیرِ الغَزَلِ والتَّشْبِیْب لَهُ نَصِیْب ـ واحْتَلَّ المَحَلّ الأَوّل بین شعراء عصره وأُدبائه، أهَّلَته لذلك قَرِیْحَتُه المُتَّقِدَة، وغَزارَة محفوظاته؛ إِذْ نَخَلَ أشعار العرب فی الجاهلیّة والإسلام، واسْتَظْهَرَ نُخالَتَها، فحفظ منها أربعةَ عشرَ أَلْف أُرْجُوزَةٍ مِنْ أراجِیْزِهم غیرَ القصائد والمَقاطِیْع، وتَلَقَّف أسالیبَ التّجدید ـ فوق ما رُزِق منها وأَصاب ـ مِنْ دیوانَی المُفْلِقَین المَطْبُوعَیْن، أبی نُواسٍ ومسلم بن الولید، وكان مُدِیْمًا للنَّظر فیهما، وحین سأله بعضُهم فی ذلك، قال: هما اللاَّتُ والعُزَّى.  

وازَنَ النّقاد بین شعر حَبِیْبٍ وأشعارِ طَبَقَتِه، فذهب فریقٌ من الفُرَقاء إلى تفضیله على سائر الشّعراء، فهذا الصّولیّ یقول: «مَنْ تَبَحّرَ شعرَ أبی تمّام وَجَدَ كلَّ محسنٍ بعده لائذًا به». وقال المُبَرِّد: «ما یَهْضِمُ شعرَ هذا الرّجل إلاّ أحدُ رجلین: إمّا جاهلٌ بعِلْمِ الشّعر ومعرفة الكلام، وإمّا عالمٌ لم یَتَبَحَّرْ شعرَه، ولم یسمعه». وذهب آخرون، فیهم دِعبل الخُزاعِیّ، إلى غَمْطِ أبی تمّام مكانته، وازْدِراءِ عبقریّتِه، وكان دِعْبِلٌ، إذا سُئِلَ عنه، قال: «ثلثُ شعره سَرِقَة، وثلثه غَثٌّ، وثلثه صالح». أمّا ابن الأعرابی فقد أَنَكَرَ على حَبِیْب قَوافِیْه جَمْعاء، فقال:«إن كان هذا شعراً فما قالته العرب باطلٌ».

وفی المُوازَنة بین أبی تمّام والبُحْتُری والمُتَنَبّی نُصِیْبُ آراءً مُتباینةً یَنْظِمها قولُ الشَّرِیْف الرّضیّ: «أمّا أبو تمّام فخطیبُ مِنْبَر، وأمّا البُحْتُرِی فواصِفُ جُؤْذُر، وأمّا المُتَنَبِّی فقائدُ عَسْكر».

قضى أبو تمّام وهو والٍ على برید المَوْصِل، حیث ولاّه علیه مَمْدُوحُهُ الحَسَنُ بنُ وَهْب ـ وكان وَجِیْهًا مُقَدّمًا، وكاتِبًا شاعرًا ـ ودُفِن بها، فرثاه الشّعراء والكتّاب والوزراء، وأعاد له الحَسَنُ بن وَهْب مَدائِحَه مَراثیَ، فقال مِنْ كلمةٍ له:

سَقَى بِالمَوصِلِ القَبْرَ الغَرِیْبَا 

                  سَحائِبُ یَنْتَحِبْنَ لَهُ نَحِیْبَا

فَإِنَّ تُرابَ ذاكَ القَبْرِ یَحْوِیْ

                  حَبِیْبًا كان یُدْعَى حَبِیْبَا

خَلّف أبو تمّام ابنًا له شاعراً، هو تمّام الّذی یُكْنَى به، أَوْرَثَه ظُرْفَه كلَّه، وبعضَ شعره، فكانوا یستضْعفون شعره، ویسْتَمْلِحون حدیثَه إذا تَكَلَّم، ویقولون: «یا بُعْدَ ما بینَه وبین أبیه، إِنْ لم یكنْ معه شِعْرُ أبیه، فمعه ظُرْفُه».

ترك أبو تَمّام تَصانِیْفَ جلیلةً أَثْرَتِ المكتبة العربیّة وأَغْنَتها، أَجَلُّها مُنْتخباته، الّتی بدا فیها أَشْعرَ منه فی شعره ـ على قوّة شعره وجَزالتِه، وعُلُوِّ صَنْعَته ـ فمِنْ رائقِ ما انْتَخَبَ: «دیوانُ الحَماسَة»، الّذی كَسَرَه على عشرةِ أبوابٍ: الحَماسة، والمَراثِی، والأَدَب، والنّسِیْب، والهجاء، والأَضْیاف والمَدِیْح، ثمّ ذَیَّله بالصّفات وما اختاره منه، والسَّیْر والنُّعاس، والمُلَح، ومَذَمَّة النِّساء، غَیرَ أَنّه حَبا باب الحَماسةَ ما یُربی على ثُلُثِ مُخْتاراتِهِ مِنْ أَشْعارِ العرب، ثمّ بالَغَ فی حِبـائِهِ فصَدَّرَ به كتابَه وجعله عُنْوانًا له، تَغْلیْبًا له على سائر أغراض الشّعر. و«كتاب الوَحْشِیَّات» ـ الحَماسة الصُّغْرَى ـ وهو مَقاطِیْعُ لا تُعْرف، أَغلبُها للمُقِلِّیْن مِنَ الشّعراء أو المَغْمورین منهم، وهو دون صِنْوِه الحَماسة فی حُسْنِ الاختیار وجَوْدَة الانْتِقاء. و«مختار أشعار القبائل»، وقف علیه البَغدادی صاحب الخزانة، ثمّ حُجِب فیما حُجِبَ من نفائسَ وقلائد، وهو أَصْغَرُ من دیوان الحماسة. و»نقائض جریر والأَخْطل»، ولیس له البَتَّة؛ قال المَیْمَنی عن نِسْبَته: «إنّ بعض المُتأَخّرین فی زَمَنِ الأَتْراك لمّا رأى عنوانه غُفْلاً عن ذِكْر المُؤلِّف، زاد بخطِّه الفارسی تألیف الإمام الشّاعر الأدیب الماهِر أبی تمّام»، وهو اختلاقٌ منه قبیح». ثمّ رَجّح ـ وَفْقًا لِمَا جاء فی فهرست النّدیم ـ أن یكون للأصْمعیّ، فضلاً عن ورود كنیته أبی سعید غیر ما مَرَّة فی مَتْنِه. و«دیوان شعره» وكلُّ تَصانِیْفِهِ السّالفة مطبوعٌ.

 

+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در شنبه ۱۱ اردیبهشت ۱۳۸۹و ساعت 22:6|