الأمثال عند العرب
الأمثال جمع مَثَل ومِثْل ومثیل، وهذا الأصل فی اللغة العربیة یدل على المماثلة، أو على مناظرة الشیء للشیء، من قولك: هذا مِثْل الشیء ومثیله، كما تقول: شِبهه وشبیهه، مأخوذ من المثال والحذو، شبّهوه بالمثال الذی یُضرب علیه غیره.
ویقول الزمخشری (ت 538هـ) فی مقدمة كتابه «المستقصى من أمثال العرب»: «والمَثَل فی أصل كلامهم بمعنى المِثْل والنظیر». ومَثَل الشیء أیضاً صفته، كما رأى بعض المفسّرین فی قوله تعالى: )مَثَلُ الْجَنَّةِ التی وُعِدَ الْمُتَّقُوْن( (محمد15)، أی صفة الجنة. وفی قوله تعالى: )ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فی التَّوْرَاةِ ومَثَلُهُمْ فی الإِنْجِیْل( (الفتح29)، أی ذلك صفة محمدe وأصحابه فی التوراة والإنجیل.
وقد یكون المثَل بمعنى العِبْرة، ومنه قوله تعالى: )فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفَاً ومَثَلاً لِلآخَرِیْن( (الزخرف 56)، ویكون المثل بمعنى الآیة، من قوله تعالى: )وجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنیْ إِسْرَائِیل( (الزخرف59) أی آیة تدل على نبوّته.
والمثل هو القول السائر الذی یُشبَّه به حال الثانی بالأول، أو الذی یشبه مَضرِبه بمَورِدِه، والمراد بالمورد الحالة الأصلیة التی ورد فیها الكلام، وبالمضرب الحالة المشبهة التی أریدت بالكلام.
ویقولون: «الأمثال تُحكى، یعنون بذلك أنها تضرب على ما جاءت عن العرب، ولا تُغیر صیغتها». والمراد بضرب المثل هو اعتبار الشیء بغیره وتمثیله به.
وعن حقیقة المثل وشیوعه وسیرورته یقول المرزوقی (ت421هـ) فی «شرح الفصیح»: «المثل جملة من القول مقتضبة من أصلها، أو مرسلة بذاتها، فتتّسم بالقبول، وتشتهر بالتداول، فتُنقل عما وردت فیه إلى كل ما یصح قصده بها من غیر تغییر یلحقها فی لفظها، وعمّا یوجبه الظاهر إلى أشباهه من المعانی؛ فلذلك تضرب وإن جُهلت أسبابها التی خرجت علیها».
لمّا اتجه علماء العربیة بمدلول المثل نحو الاصطلاح اتّسعوا بتعریفه وصفاته العامة كما یستفاد من كلام أبی عبید القاسم بن سلاّم (ت224هـ) فی كتابه «الأمثال» إذ یقول: «هذا كتاب الأمثال، وهی حكمة العرب فی الجاهلیة والإسلام، وبها كانت تعارض كلامها، فتبلغ بها ما حاولت من حاجاتها فی المنطق، بكنایة غیر تصریح، فیجتمع لها بذلك ثلاث خلال: إیجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبیه».
وبهذه الرؤیة تبدو الأمثال حكمة مستخلصة من تجارب المجتمعات العربیة وخبراتها وأحوالها فی الجاهلیة والإسلام، وقرْنُها بالكنایة على إرادة الصیاغة الأسلوبیة الغالبة، لا الكنایة بمعناها الاصطلاحی عند علماء البلاغة.
ولعل أكثر التعریفات إحاطةً وشمولاً لمفهوم المثل قول أبی إبراهیم إسحاق الفارابی (ت350هـ): «المثل ما تراضاه العامة والخاصة، فی لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه فیما بینهم، وفاهوا به فی السرّاء والضرّاء، واستدرّوا به الممتنع من الدّر، ووصلوا به إلى المطالب القصیة، وتفرّجوا به عن الكرْب والمكْرُبة، وهو من أبلغ الحكمة؛ لأن الناس لا یجتمعون على ناقص أو مقصِّر فی الجودة، أو غیر مبالغ فی بلوغ المدى فی النفاسة».
وفی الاصطلاح عرف العرب ثلاثة أنواع من الأمثال هی:
المثل السائر، وهو المراد عند التعمیم والإطلاق. والمثل القیاسی، وهو «سرد وصفی أو قصصی أو تصویری لتوضیح فكرة، عن طریق تشبیه شیء بشیء، لتقریب المعقول من المحسوس، لغرض التأدیب، أو التهذیب، أو الإیضاح، أو غیر ذلك. ویمتاز هذا النوع من النوع الأول بالإطناب، وعمق الفكرة، وجمال التصویر».
وهذا النوع من الأمثال لم تُعن به مصنفات الأمثال العربیة القدیمة، وهو مبثوث فی القرآن الكریم، والحدیث النبوی الشریف وغیرهما. منه فی القرآن الكریم قوله تعالى: )ومَثَلُ الَّذِیْن كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِی یَنْعِقُ بِمَا لا یَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً ونِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لاَ یَعْقِلُوْن( (البقرة 172).
ومنه قول الرسولe: «مَثَل عِلْم لا یُنتفع به كمثل مال لا یُنفق منه فی سبیل الله». وقوله e: «مَثَل هذه الدنیا كمثل ثوب شُقَّ أوَّله إلى آخره».
أما النوع الثالث فهو المثل الخرافی وهو قصة قصیرة بسیطة رمزیة غالباً، لها مغزى أخلاقی، وقد تكون على ألسنة الحیوانات، كقصص «كلیلة ودمنة» التی نقلها إلى العربیة ابن المقفع، ومثل قصة الأرنب والضب، وكقصص الشاعر الفرنسی لافونتین La Fontaine.
ویختلف المثل الخرافی عن القیاسی فی أن الأحاسیس الإنسانیة فیه تنسب إلى غیر الإنسان. أما المثل القیاسی فالحیوانات فیه، وإن استخدمت، فلا تعدو أن تكون مجرد أداة للفكرة، وفی الأول تستخدم الحیوانات على أنها رموز إلى ناس، أو إلى أمور، أو إلى أشیاء أخرى، أما فی الثانی فتقصد لذاتها، أو یؤتى بها لتوضیح الفكرة عن طریق التشبیه والتمثیل.
وتدل الأمثال على عقلیة الشعب الذی تصدر عنه، وتُصوِّر حیاته الاجتماعیة، وهی خیر دلیل على أخلاقه وطبیعة ثقافته، ومشاغله، وهمومه، وراصد لأحوال بیئته وموجوداتها، وترجمان لمستوى لغته ونهج تربیته، وفیها تسجیل دقیق لجانب من تاریخه العام، ذلك أن بعض الأمثال تكون ولیدة الأسطورة فی إطار التاریخ المحلّی، أو ولیدة حادثة تُروى على أنها حدث تاریخی كبیر كتلك المستمدة من أیام العرب، مثل حرب داحس والغبراء، ویوم الرحرحان الثانی، ویوم النفراوات (یوم حلیمة)، أو (عین أُباغ)، ویوم الكلاب (الأول والثانی)، ویوم حجر، وكالأمثلة المستمدَّة من قصة الزبَّاء. وقد ترتبط بشخصیات كانت ذات شأن فی مجتمعها، كلقمان الحكیم، وأبی لهب، ومسیلمة الكذّاب، والنعمان بن المنذر، و بیهس الأحمق.
وإذا كانت الأمثال قد ظهرت مع بدایة التجربة الإنسانیة وتكوّن المجتمعات واللغات، فمن الممكن ربط تلك الأحداث والأسماء العربیة بنشأة الأمثال عند العرب منذ الجاهلیة، كما یستخلص من المثلین «أشأم من البَسُوس» الذی قیل فی حرب البسوس، و«أشأم من داحس» الذی قیل فی حرب داحس والغبراء. أو كما یستفاد من المثل: «ما یوم حلیمة بسرّ»، أو من المثل المقول فی حدیث جذیمة الأبرش والزبَّاء: «خَطْب یسیرٌ فی خطب كبیر».
ویمكن فرز الأمثال الجاهلیة من غیرها بنسبتها إلى قائلیها أخذاً بما نصّ علیه العلماء والمؤرخون، كاتفاقهم على نسبة المثل: «ربّ أخ لك لم تلده أمك» إلى لقمان بن عاد، ونسبة المثل: «إنك لا تجنی من الشوك العنب» إلى أكثم ابن صیفی، وكذلك نظیره: «أول الحزم المشورة»، وكقول عامر بن الظرب: «رُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكَلاتٍ».
وقد تُغفل الإشارة إلى الحدث الذی قیل فیه المثل، أو تغفل نسبته إلى قائله، ولكن یبقى النص على جاهلیته، أو على نسبته إلى قبائل جاهلیة، من ذلك نسبتهم المثل: «ألحن من الجرادتین» إلى قبیلة عاد، والمثل: «شرّ یومیها وأغواه لها» إلى قبیلة طَسْم، والمثل: «من دخل ظفار حَمَّر» إلى حِمْیَر.
أما الأمثال الإسلامیة ففی صدارتها ما جاء فی محكم آی الذكر المجید مقروناً بلفظة «مثل» أو «أمثال»، كما فی قوله تعالى: )ویَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلْنَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَتَذَكَّرُوْن( (إبراهیم25)، وقوله تعالى: )وضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْیَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّة( (النحل112)، وقوله عزَّ وجل: )إِنَّ اللهَ لا یَسْتَحْیِیْ أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوْضَةً فَمَا فَوْقَها( (البقرة26)، إلى غیر ذلك مما أشار به إلى منافع الأمثال فی متصرّفاتها وحسن مواقعها.
ومن الأمثال الإسلامیة ما سیق متأثراً بما جاء به القرآن الكریم من قصص الأنبیاء، ومن الحكمة والموعظة والتشریع والترغیب والترهیب، أو متأثراً بلغة التنزیل وجمال تصویره وإعجازه المحفوظ، كما یلحظ بوضوح فی المثل: «أتبُّ من أبی لهب» أو «أقرب من حبل الورید»، من الآیة الكریمة: )وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیْد( (ق16)، أو «أفرغ من فؤاد أم موسى» من الآیة الكریمة: )وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوْسَى فَارِغاً( (القصص10).
وغیر خفی أن قسماً كبیراً من الأمثال والحِكَم الإسلامیة یرتبط بالحدیث النبوی الشریف، قولاً، أو أصلاً، أو نقلاً وتضمیناً، كما فی قوله صلى الله علیه وسلم: «حمی الوطیس» و«مات حتف أنفه»، و«إن من البیان لسحراً»، و«الید العلیا خیر من الید السفلى»، و«التائب من الذنب كمن لا ذنب له». وقسماً منها یعزى إلى الصحابة والتابعین، كما فی قول أبی بكر الصدیق: «لا طامّة إلا وفوقها طامة»، وقول عمر بن الخطّاب: «النساء لَحْم على وَضَم إلا ماذُبَّ عنه»، وقول علی بن أبی طالب: «رأی الشیخ خیر من مشهد الغلام»، وقول ابن عباس: «إذا جاء القدر عَشِی البصر»، وقول ابن مسعود: «النساء حبائل الشیطان»، وقول عمرو بن العاص: «استراح من لا عقل له».
فهذه الأمثال لا یداخل الشكّ نسبتها إلى قائلیها لأن التدوین بدأ معهم معزّزاً بتسلسل الروایات وصحة السند.
أما بقیة الأمثال العربیة فقد صنّفت فی نسبتها تحت مصطلح المولَّد، وأطلق بعضهم علیها اسم «الحدیثة» و«الجدیدة». وأول من اهتم بتمییز الأمثال المولّدة من غیرها حمزة الأصفهانی (ت360هـ) فی كتابه «الدُّرَّة الفاخرة»، وسمی أیضاً «كتاب سوائر الأمثال على أفعل». وأبو هلال العسكری (ت395هـ) فی كتابه «جمهرة الأمثال»، فالمیدانی أبو الفضل أحمد بن محمد (ت518هـ) فی كتابه «مجمع الأمثال».
وإلى جانب الأحداث والشخصیات التاریخیة كانت مادة الأمثال تدور حول الحیوانات كالإبل (السائبة، البَحِیْرة، الوصیلة، الحامی)، والفرس، والكلب ونظائر ذلك من حیوانات البرِّیة. أو كانت تدور حول القبائل والموروثات الدینیة القدیمة، ومظاهر الطبیعة، والدهر، والمأكول والمشروب. على أنها كانت تولی الإنسان عنایة خاصة، یستوی فی ذلك الملوك والرؤساء والبؤساء والفُتَّاك وأصحاب الخرافات، مع ما یتصل بحیوات هؤلاء وأضرابهم من المشاعر والغرائز والصفات والأفعال والعادات.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك من یخلط بین المثل والحكمة متأثراً باللغة المحكمة الموجَزة، أو بتشابه الأسلوب فی الحكمة والمثل، بید أن المثل یختلف عن الحكمة فی كونه أكثر إیجازاً فی الغالب، وأكثر شیوعاً واعتماداً على التشبیه، ومیلاً إلى الحسیّة، والاحتجاج، والترف اللغوی الظاهری، وقد یكون المثل «عبارة تقلیدیة»، تستخدم فی الدعاء واللعن والخطاب والتحیّة. أما الحكمة فتقوم على العظة والاعتبار، وتصدر عن طول تجربة وإعمال فكر، وتهدف إلى الإرشاد والتربیة وتحض على التأمّل وتحكیم العقل.
أسلوب الأمثال
من أبرز سمات أسلوب الأمثال الاعتماد على البلاغة فی الصیاغة، ذلك أن أساس المثل تشبیه حالة بحالة، أو استعارة حالة لحالة أخرى، كقولهم: «بیتی یبخل لا أنا». ویؤدَّى ذلك بألفاظ متخیَّرة موقّعة أو مسجوعة أو مزدوجة مصوغة فی إفصاح وإیجاز وإحكام. ومن الأقوال التی تلخّص وصف أسلوب الأمثال ما جاء فی مقدمة كتاب المیدانی، قال: «یجتمع فی المثل أربعة لا تجتمع فی غیره من الكلام: إیجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحسن التشبیه، وجودة الكنایة، فهو نهایة البلاغة».
وكثُر الحدیث عن الإیجاز والاختصار فی الأمثال حتى صُوِّرت وكأنها رموز وإشارات یلوَّح بها إلى المعانی تلویحاً، كقولهم: «عشبٌ ولا بعیر». ویصف أبو هلال العسكری ملامح هذا الإیجاز فی قوله عنها: «فهی من أجلّ الكلام وأنبله، وأشرفه، وأفضله، لقلة ألفاظها، وكثرة معانیها، ویسیر إیجازها، تعمل عمل الإطناب». ومن الشواهد التی یسوقها على ذلك: «العَوْدُ أحمد» و«السِّرُّ أمانة» و«جزاء سِنِمَّار» و«الخلاء بلاء».
ومما تتصف به لغة الأمثال جودة الكنایة فی مثل قولهم: «بقضِّه وقضیضه» أو «بلغ السیل الزُّبَى». كما تتصف بالسجع أو توافق الفواصل، وبحسن التشبیه، والمبالغة والمغالاة فی مثل: «أبقى من الدهر» و«أثقل من طَوْد». وأحیاناً بالطباق من نحو: «ویل للشّجیّ من الخلیّ». ویُعزى طغیان صیغة أفعل التفضیل فی أسلوب الأمثال إلى المتأخرین أو المولَّدین، ولكنه أسلوب شائع عند القدماء مألوف فی مثل قولهم: «أحلم من الأحنف» أو «أشأم من طویس» أو «أعزُّ من كلیب وائل» أو «أكبر من لُبَد» و«أسْیَرُ من مثل». على أن المدقق فی أسلوب الأمثال یجد أنها تضمّنت مجمل صیغ الإنشاء الأدبی من الأمر والنهی والدعاء والتمنّی والتعجب والشرط والجمل الاسمیة والفعلیة.
وتلتزم الأمثال منطوق الكلام الذی قیلت به أول مرة من غیر تغییر یراعی القواعد أو الفصائل اللغویة. یقول الزمخشری فی هذا: الأمثال یُتكلَّم بها كما هی، فلیس لك أن تطرح شیئاً من علامات التأنیث فی «أطرِّی فإنّك ناعله»، وفی «رمتنی بدائها وانسلّت»، وإن كان المضروب له مذكَّراً، ولا یبدَّل اسم المخاطَب من (عقیل) و(عمرو) فی «أشئت عقیل إلى عقلك» و«هذه بتلك فهل جزیتك یاعمرو». وقل مثل ذلك فی المثل: «الصیف ضیّعتِ اللبن»، أو فی المثل المشهور: «مكره أخاك لا بطل».
وما من شك فی أن شیوع المثل الفصیح هو الغالب على مر العصور العربیة القدیمة لأنه قرین الفصحى التی استمرّت مواكبة الفكر العربی الذی كانت أداته ووسیلته، ومن هنا كانت الأمثال التی ترجمها العرب عن الفارسیة أو الیونانیة فصیحة اللغة تبعاً لزمن ترجمتها الذی كانت محتفظة بمكانتها فیه.
ولم تكن الأمثال مقصورة على النثر، أو على التعابیر المَثَلیة، نحو «سكت ألفاً ونطق خُلْفاً»، وإنما كان لها حظها من النظم، إذ جاء بعضها على أسلوب المثل فی أشطار، أو فی تعبیرات موزونة الأداء نحو:«إنّ البُغاث بأرضنا تَسْتنسِر»، أو: «تجری الریاح بما لا تشتهی السُّفُنُ».
وأقل من شطر نحو: «لا تُفسدِ القوس [أعطِ القوس باریها].
ومن طریف ما قیل فی ذلك بیت أبی تمّام:
ما أنتَ إلا مَثَلٌ سائرٌ | یعرفه الجاهل والخابر |
وكان من شدة اهتمام العرب بالأمثال أن وَضَعت فیها ما یزید على ستة وستین كتاباً بدءاً من صَحَار العبدی (ت40هـ) ووصولاً إلى إبراهیم الأحدب الطرابلسی (ت1308هـ). وهذا كله حصیلة معرفتهم بأهمیة الأمثال فی مجال فتنة اللغة أو الإمتاع اللغوی وحسن الأداء، فضلاً عن رصد الأمثال لأحوال المجتمعات والتطور العقلی للعرب، مع إحساسهم بقیمة وظیفتها الأخلاقیة التربویة، وأثرها فی الترفیه وإعادة قصّ الماضی وربطه بالحاضر والمستقبل، ولهذا ما خصص لها سفر فی العهد القدیم من الكتاب المقدس، وحیّز واسع فی القرآن الكریم والحدیث النبوی الشریف.
المراجع:
ـ المیدانی (أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهیم النیسابوری)، مجمع الأمثال، حققه وعلق حواشیه محمد محیی الدین عبد الحمید، ط3 (دار الفكر 1982).
ـ أبو هلال العسكری، جمهرة الأمثال، تحقیق محمد أبو الفضل إبراهیم، عبد المجید قطامش، ط3 (دار الجلیل، بیروت، لبنان 1988).
ـ رودلف زلهایم، الأمثال العربیة القدیمة، ترجمة رمضان عبد التواب (مؤسسة الرسالة، بیروت 1987).
ـ الزمخشری (جار الله أبو القاسم محمود بن عمر) المستقصى فی أمثال العرب، ط2 (دار الكتب العلمیة، بیروت، لبنان 1977).
ـ حمزة بن الحسن الأصفهانی، سوائر الأمثال على أفعل، تحقیق فهمی سعد، ط1 (عالم الكتب، بیروت، لبنان 1988).