ابزار وبمستر

« حميد سبزواري شاعر الاناشيد الحماسيه الالتزام عنوان الشعر »
/* /*]]-->*/ « حميد سبزواري شاعر الاناشيد الحماسيه الالتزام عنوان الشعر » منير الصائغ   «الله اكبر.. خميني رهبر»، واحد من أشهر الاناشيد الحماسيه التي رافقت مسيره انتصار الثوره الاسلاميه في ايران، و امتد صداها الي بقيه البلدان، و راحت ترددها الشعوب التي تعاطفت مع الثوره و عشقت قائدها.. ترجم الأديب حميد سبزواري مشاعر الجماهير بصدق، فكان لكلماته وقعها العميق في النفوس.. في الحوار الآتي، نتعرف علي جانب من آرائه في واقع الشعر قبل الثوره و بعدها، و مصطلحي الحداثه و الالتزام في الشعر نقرأه معاً:      - الاديب الاستاذ حميد السبزواري، في البدء نود أن نتعرف علي تقويمكم لواقع الشعر في الفتره التي سبقت انتصار الثوره؟      * كانت السمه الغاليه علي شعر ما قبل انتصار الثوره الاسلاميه التوجه المادي و الترف الفكري العابث. اذا ان معظم ما كنا نشاهده من نتاج الشعراء كان يدور في فلك مظاهر الحياه الزائله.. كانت اوهام الحياه الماديه المحور الاصلي الذي كان يدور حوله الشعر ما قبل الثوره. و علي الرغم من ان الكثير من الشعراء كان بمقدورهم من خلال اشعارهم ان يوجّهوا الناس و يرشدوهم و يجدوا حلولاً لمعاناتهم، الاّ انه للاسف و نتيجه لهذه الاوهام اتجهوا الي مجالات باتت الشعارهم فيها تفتقر الي اي مهفوم او معني… كان عدد هؤلاء الشعراء غير قليل، و كانت الصحافه تروج لهم و كانت الاذاعه و التلفزيون تهته بهم و كانت الحكومه تحرص علي زياده عددهم، و هم انفسهم كانت تحيط بهم هاله كاذبه من الشهره.      - كيف تنظرون الي مسميات باتت رانجه في الاوساط الادبيه، من قبل الحداثه و القصيده النثريه و ما بعد الحداثه الي غير ذلك؟      * استطاع مصنع الغربيين للالفاظ و المصطلحات المتنوعه، أن يغذي العالم بمفردات لغته الخاصه. و مما يؤسف له ان البعض يأخذ هذه الالفاظ و المصطلحات و يشيعها في بلدانهم دون حياء او خجل. فعلي سبيل المثال، الحداثه تعني الابتكار و الابداع. يعني الاخذ بالجديد. و لكن اذا كانت الحداثه تعني حقاً بالنسبه للغربيين الاخذ بكل جديد، كان يجدر بهم الاهتمام بثورتنا التي هي احدث ظواهر العصر.. لماذا لا يهتموا بمحنه لبنان؟ لماذ لا يعكسوا آلام هذا العشب؟ لقد شهر الحداثويون حرابهم في وجه كل صوره من صور الطهاره و لا صدق و الاخلاص. و شاء الله ان لا يحققوا شيئاً. ما الذي استطاعت ان توجده الحداثه في لا فن؟ ففي اي وقت يدور الحديث عن الحداثه، نراهم لا همّ لم غير تجاهل قيم الانسان و كيانه الانساني.. ارجو ان لايفهم من كلامي بأنه ينبغي للشاعر ان يراوح في مكانه. بل علي العكس لابد له من التطلّع الي الامام، و فتح آفاق جديده من خلال اعماله، امام قرّاءه. ذلك ان الشعر وسيله لارشاد الانسان و الاخذ بيده و ان الشاعر يمارس دوره باعتباره معلماً.. أنا أؤمن بأنه لابد للشاعر من الاهتمام بالرؤي و الافكار الجديده، و لكن الافكار التي تقود الي رقي الانسان و تقدمه. فالشاعر الذي يهشد الحداث العالم، لابد له من عكس ذلك في آثاره و اعماله.      لابد للشاعر من الاهتمام بهذه الاجواء و الفضاءات الشعبيه، من اجل رقي الانسان و تقدمه. و بفضل ايجاده لأجواء و الفاظ اعمق و اجمل، فانه يزيد من قدراته الابداعيه في كل يوم. بيد أنه ما نراه في الوسط الادبي غير هذا مع الاسف الشديد. ففي وقت نراهم يبحثون عن الحداثه في الزوايا المظلمه الروح الانسان، و يولون اهتمامهم بقضايا تقود الانسان، الي سراب، فماذا بوسعنا ان نقول؟ ان الحداثه اليوم تتلخص في اشباع نهم الغريزه، و الناس ايضاً يتبعونها من غير علم.. العالم يجرّ نحو الدمار، نحو مصادره المباديء و القيم، و لم يجرؤ أي شاعر ان ينبس ببنت شفه… اجساد طاهره تخضبت بدمائها و العالم يقف متفرجاً صامتاً. انظر الي الشعب اللبناني المظلوم.. اننا نعيش في عالم رهيب.      انا لا اعتبر الشعر وليد الخيال، و احذّر الشاعر من صوره الخيال. أنا أؤمن بضروره تحلي الشعر بالفكر الانساني السليم، لأن الفكر الفاعل هو الذي الانساني السليم، لأن الفكر الفاعل هو الذي يصنع الانسان و يمدّه بطاقه الحياه و يعلّمه نمط العيش و اسلوبه.      - برأيكم هل الالتزام في الشعر ضروري؟      * لا يخفي انني عنيت في بعض ما مرّ ذكره التزام الشعار. اذ ان الشاعر باعتباره فئه، باستطاعته ارشاد الناس و العمل علي ايجاد حلول لمعاناته. لابد له من تناول المحاسن و المساويء التي يرفل بها المجتمع في شعره. فاذا ما جرّد الشعر من الالتزام، ماذا يتبقي له؟ و لكننا نري البعض يحاول ان يروج الي افكار، من قبيل ان معين الشعر الخيال فحسب، و اذا ما وجد الالتزام طريقه الي الشعر فسوف يفقد الشعر سمته الشعريه. و عليه ينبغي للشاعر ان يبتعد عن الالتزام في الشعر.. و لكن أليس هذا الكلام بحد ذاته نوعاً من الالتزام الذي يريدون أن يجردوا الشعر منه؟      ان لدي البعض من شعرائنا التزام الهي، و لدي البعض الآخر التزام غير الهي.. و هناك من نجده يجزّأ الشعر الي نظم و شعر. فذلك النابع من العلاقات الانسانيه العميقه يسمونه نظماً. و وفقاً لهذا التقسيم لا يعتبرون دواوين سعدي الشيرازي شعراً. فيقولون ان «روضه الورد» نظم لانه يوجد التزاماً معيناً. و لكن مثل هذه الكلام كلام ساذج بل و واهم لا اساس له من الصحه. اذا اني اعتبر النظم شعراً و الشعر نظماً.. اجل، الالتزام في الشعر مدعاه لمواصله الشاعر، و من الوسائل الارشاديه.      - ما هو انطباعكم عن شعر الحرب، و شعر الثوره بشكل عام؟      * في تصوري ان الثوره كانت مرحله اضاء نورها الارض.. شعب انتفض و قاد انتفاضته الي النصر، و من ثم صمد ثماني سنوات في مقابل الاستكبار العالمي، منذ اليوم الاول و بأول هتاف رفعته حناجر الجماهير، و طوال ثماني سنوات من الدفاع المقدس، تجلت عودتنا الي ذواتنا. و كانت هذه السنوات الثمان مضماراً لتجلي آلاف الملاحم. الملاحم التي تجلت في الشعر الصادق لشعراء هذه الارض.. في هذه الفتره بزغ شعراء جيدون. اذا اتسمت الحرب بخلفيتها العقائديه العميقه و تطلعاتها الدينيه و الشعبيه.      الشعر سواء كان حديثاً او كلاسيكياً، ينبغي ان يتسم بالالتزام و التعهد. و في غير ذلك فانه يحكم علي الشعر بالفناء في حركه التاريخ.. و طول الحرب، لم يقل دور الشعراء عن دور القاده العسكريين و قوات التعبئه «البسيج». و لم يكن القلم في هذا الميدان اقل اهميه من التواجد في ميادين القتال.      - برأيكم الي اي حدّ بمقدور القوالب الكلاسيكيه في الأدب من تلبيه احتياجات العصر؟      * ان هذه القوالب قابله للاستفاده دائماً.. فمن غير الممكن التخلي عن كل اسلوب صعب. الفن دائماً كان و مازال صعباً. و من هنا فانا اعتبر الشعر الفارسي الاصيل عطاء سماوياً و تراثاً غنياً ذا عظمه كبيره. و في تصوري يجب علي شعرائنا ان لايهملوا القوالب العروضيه قدر الامكان. طبيعي، هناك بعض الضرورات، فأنا لا انظر الي الأدب بصوره جافه، و ان الشعر الحديث ايضاً يتسم بطاقاته الكبيره. و لكن باستطاعه بعض هذه القوالب ان يعبّر عن العصر بنحو افضل. فنحن لم نصل الي طريق مسدود في اي وقت من الاوقات.      - بصوره عامه، يعتبر الغموض و التعقيد، و الرمزيه، من سمات الشعر المعاصر. ألا تعتقد ان مثل هذا يحدّ من دائره انتشار الشعر؟      * ان هذا الغموض و التعقيد الذي تتحدث عنه كنت قد لمسته في شعر العديد من الشعراء. ففيما يخص الشعر الفارسي، هناك من يزعم ان «الاسلوب الهندي» في نظم الشعر لغتها غامضه و بعيده عن الذهن. بيد ان الامر ليس كذلك. غايه الامر هو ان هذه الطريقه في النظم تتطلب تفكيراً، و هنا تتجلي خصوصيه الشعر. لابد من جود فارق بين الكلام المتعارف و كلام الاديب.. لماذا نذهب بعيداً؟ لنذكر الاديب بيدل دهلوي كمثال. فقد عشا بيدل دهلوي في عصر اكنت فلسفات عديده رائجه فيه. و لذلك قلما تفاعلت العامه مع شعره. في اعتقادي ينبغي لشعر الشاعر ان يكون بعيداً عن الحياه اليوميه. و لكن ميزان الغموض و التعقيد لا ينبغي ان يكون بدرجه تجعل من الشعر غير مفهوم. -             الاديب الاستاذ حميد السبزواري، حدّثنا قليلاً عن تجربتك؟      * أنا مدين للثوره. قبل الثوره كنت اسكن مدينه سبزوار، الاّ ان شعري لم يطبع في الصحف في اي وقت، و لم يتعرف عليّ احد. و منذ اليوم الذي انتقلت للاقامه في طهران، سعيت بلطف الله الي ان أترجم تدين هذا الشعب و التزامه. كان الشعر حربتي الوحيده، و قد اوقفته للثوره و الامام. و عموماً قلما اهتم بالشعر الرومانسي، و هو من الطاف الله سبحانه.. في البدايه كانت اشعاري قوميه وطنيه، و بالتدريج بدأت تتخذ لها صبغه دينيه و سياسيه.. و من نشاطاتي الاخري كتابه الاناشيد الثوريه، و لعلّ من اشهرها نشيد «الله اكبر خميني رهبر»، الذي راح يردده كل من هتف للثوره و أنشد لانتصارها.
+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در یکشنبه ۲ اسفند ۱۳۸۸و ساعت 21:34|