التكرار.. أهمیته وأنواعه ووظائفه ومستویاته فی اللغة
المقدمة
التكرار احد علامات الجمال البارزة، وهو مصدر دال على المبالغة من (الكر)، ویراد به التكثیر فی الافعال. والتكرار بالمعنى العام (الاعادة)، ظاهرة تنظیم الكون والوجود والطبیعة وجسم الانسان قبل ان تكون ظاهرة فی الفنون المختلفة. فهو فی الكون ماثل فی بوضوح فی تكرار "دوران الافلاك وظهور النجوم والكواكب وأختفائها."(1) بل یمكن القول ان الكون كله قائم على ما یسمى فكرة (العود الابدی)، اذ ینظمه مسار متكرر من البدایة الى النهایة وفقا لنظام ثابت، یعود فیتردد مرات لانهائة لها، كل منها تمثل دورة كونیة او سنة كبرى، وتشابه الدورات الكبرى فی كل شیء.(2)
التكرار احد علامات الجمال البارزة، وهو مصدر دال على المبالغة من (الكر)، ویراد به التكثیر فی الافعال. والتكرار بالمعنى العام (الاعادة)، ظاهرة تنظیم الكون والوجود والطبیعة وجسم الانسان قبل ان تكون ظاهرة فی الفنون المختلفة. فهو فی الكون ماثل فی بوضوح فی تكرار "دوران الافلاك وظهور النجوم والكواكب وأختفائها."(1) بل یمكن القول ان الكون كله قائم على ما یسمى فكرة (العود الابدی)، اذ ینظمه مسار متكرر من البدایة الى النهایة وفقا لنظام ثابت، یعود فیتردد مرات لانهائة لها، كل منها تمثل دورة كونیة او سنة كبرى، وتشابه الدورات الكبرى فی كل شیء.(2)
واما فی الطبیعة والوجود، فالتكرار متمثل بشكل ثنائی فی تناوب اللیل والنهار بشروق الشمس وغروبها، وفی تكرار اوجه القمر، وفی تعاقب اوجه القمر مدا وجزرا، وبشكل رباعی فی تعاقب فصول السنة الاربعة. فالتكرار اذن فی كل مكان وعلى جمیع المستویات حیث تسلك الطبیعة مسلكا متموجا تعود من حیث بدات فی حلقات او دورات تتشابه بدرجات متفاوتة (المصدر: النقد الجمالی واثره فی النقد الغربی: 1971، ص. 28) ولهذا یمكن القول ان التكرار واحد من اهم القوانین التی تنظم الفعالیات الحیویة المختلفة لجسم الانسان.
ومما لاشك فیه ان للتكرار علاقة وثیقة بعلم النحو، ذلك انه واحد من اهم صور التوكید فی اللغة العربیة، ودرس التوكید ضمن مباحث النحو كما هو معلوم، وبما ان الدراسات الاولى التی تناولت القرأن الكریم اهتمت بنحوه واعلاابه، فیبدو من الطبیعی ان تكون الاشارات الاولى للتكرار قد وردت فی كتب النحو ولاسیما فی اولها – اعنى كتاب سیبویه – اذ عده ضربا من التوكید لایختلف عن (اجمعین) ونحوها وهی لفظة تستعمل لتاكید المعنى.(3)
بینما نجد الجاحظ یعالج التكرار من زاویة تختلف كل الاختلاف عما وجدناه عند سیبویه والفراء، وهذا امر طبیعی لان اهتمامات الرجل الثقافیة ومناهله تتباین تباینا كبیرا مع ثقافة الرجلین. فهو یرى ان التكرار "لیس فیه حد ینتهی الیه ولایؤتى على وضعه وانما ذلك على قدر المستمعین ووظیفته عنده الافهام كما جاء فی كتابه (البیان والتبین) عام 1968، ص. 105.
من المعلوم "ان الفن وجد كی یوظف فینا الشعور بالجمال، وعلى اساس هذا الافتراض یكون للشعور مظهر خاص، هو مظهر حس الجمال."(4) فلابد والحالة هذه من علامات تتیح المجال لشعور الانسان كی یتحسس الجمال. لقد وضع ارسطو منذ القدم اركانا للجمال لعل ابرزها قانون الوحدة فی المأساة وتقوم اهمیة الوحدة فی انها: "منها تتفرع باقی اركان الجمال: الانسجام او تلاؤم الاجزاء، التناسب، التوازن، التطور، التدرج، التقویة والتمركز، الترجیح والتكرار."(5)
یعرف السجلماسی "التكرار" بعد ان یعطی معناه بأنه: "اعادة اللفظ الواحد بالعدد او النوع، او المعنى الواحد بالعدد او النوع، فی القول مرتین فصاعدا، وهی اسم لمحمول یشابه به شیء شیئا" فی جوهره." (المنزع البدیع، ص. 476). وروى صاحب التاج ان السیوطی ذكر فی بعض اجوبته "ان التكرار هو التجدید للفظ الاول ویفید ضربا من التاكید."
التكرار فی اللغة العربیة
یعد التكرار من الظواهر الاسلوبیة التی تستخدم لفهم النص الادبی، وهو مصطلح عربی كان له حضوره عند البلاغین العرب القدامى فهو فی اللغة من الكر بمعنى الرجوع. ویاتی بمعنى الاعادة والعطف ویقول ابن منظور:
"الكر: الرجوع یقال كره وكر بنفسه ...
والكر مصدر كر علیه یكر وكرورا
وتكرارا: عطف علیه وكر عنه: رجع ...
وكرر الشیء وكركره: اعادة مرة اخرى."
فالرجوع الى الشیء واعادته وعطفه هو التكرار. اما فی الاصطلاح فهو تكرار الكلمة او اللفظة من مرة فی سیاق واحد اما للتوكید او لزیادة التنبیه او التهویل او التعطیم او للتلذذ بذكر المكرر."(6)
والتكرار لایقوم فقط على مجرد تكرار اللفظة فی السیاق، وانما ما تتركه هذه اللفظة من اثر انفعالی فی نفس المتلقی (د. ابراهیم، ص. 8)؛ وبذلك یعكس جانبا من الموقف النفسی والانفعالی، ومثل هذا الجانب لایمكن فهمه الا من خلال دراسة التكرار یحمل فی ثنایاه دلالات نفسیة وانفعالیة مختلفة تفرضها طبیعة السیاق، والتكرار یمثل احدى الادوات الجمالیة التی تساعد على فهم مشهد، صورة او موقف ما.
فیرى ابن الاثیر ان التكرار قسمان: احدهما یوجد فی اللفظ والمعنى والاخر فی المعنى دون اللفظ، فالذی یوجد فی اللفظ والمعنى كقولك لمن تستدعیه: اسرع اسرع. واما الذی یوجد فی المعنى دون اللفظ فكقولك: اطعنی ولاتعصنی فان الامر بالطاعة هو النهی عن المعصیة. فمثل هذه الملاحظة ترصد دقة الكشف عن حركة الملحظ البلاغی فی السیاق، فهی اشارة الى ان التكرار یتشكل فی مستویین: الاول، مستوى لفظی والثانی معنوی.
(مدحت، 1984: ص. 47)
وكلمة "تكرار" لاتینیة ومعناها یحاول مرة اخرى ومأخوذة من "Petere" ومعناها یبحث،
والتكرار احدى الادوات الفنیة الاساسیة للنص وهی تستعمل فی التالیف الموسیقی والرسم والشعر والنثر.(7)
وتشكل ظاهرة التكرار فی الشعر العربی بأشكال مختلفة متنوعة فهی تبدا من الحرف وتمتد الى الكلمة او العبارة والى بیت الشعر، وكل جانب یعمل على ابراز جانب تاثیری خاص للتكرار.
ما هو التكرار وانواعه؟
"التكرار" هی ظاهرة موسیقیة ومعنویة تقتضی الاتیان بلفظ متعلق بمعنى، ثم اعادة اللفظ مع معنى اخر فی نفس الكلام.
(محمد البادی، ص. 192)
یتحقق التكرار عبر عدة انواع:
1. ) تكرار الحرف: وهو یقتضی تكرار حروف بعینها فی الكلام، مما یعطی الالفاظ التی ترد فیها تلك الحروف ابعادا تكشف عن حالة الشاعر النفسیة.
2. ) تكرار اللفظة: وهو تكرار بعید اللفظة الواردة فی الكلام لاغناء دلالة الالفاظ، واكسابها قوة تاثیریة.
3. ) تكرار العبارة او الجملة: وهو تكرار یعكس الاهمیة التی یولیها المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذی یتوخاه المتكلم. اضافة الى ما تحققه من توازن هندسی وعاطفی بین الكلام ومعناه.
(ابن الاثیر، ص. 27)
ویستدعی "التكرار" التاكید والتذكیر ای تكرار الالفاظ التی تخدم الموضوع كما قال ابن اثیر: "اعلم ان فی القرآن مكررا لافائدة فی تكریره، فان رایت شیئا من حیث الظاهر، فأنعم نظرك فیه، فأنظر على سوابقه ولواحقه.
یقول (ابراهیم الفقی، ج2، ص. 136) عن مفهوم وتعریف "التكرار" بأنه: ظاهرة بیانیة بوظیفة الربط على مستوى البینة الظاهرة للنص المؤدیة الى الانسجام (الداخلی) فهو لیس مجرد اعادة لالفاظ وعبارات داخل النص، لكن هو العلاقة بین مفاهیم التكرار لغویا – وظائفها داخل النص – نصیا – والتكرار هی ظاهرة من ظواهر التماسك النصی اهتم به الاقدمون كثیرا، فها هو الجاحظ یسمیه "الترداد" كما یقول:
"وجملة القول فی الترداد انه لیس فیه
حد ینتهی الیه ولا یؤتى على وصفه،
وانما ذلك على قدر المستمعین، ومن
یحضره من العوام والخواص ..."(8)
وتقول المستشرقة بربرا جنستون كوتش فی التكرار: "هو الاقناع من خلال الصیاغة والباسها ایقاعات نغمیة متكررة جمیلة تهدف الى استمالة السامع."
ویقول البحتری:
"صنت نفسی عما یدنس نفسی
وترفعت عن جدی كل جبس
وتماسكت حین زعزعنی الدهر
التماسا منه لتعسی ونكسی."(9)
فی مثال البحتری نجد ونلاحظ ان حرف السین تكرر سبع مرات فی البیتین، وهذا النوع من التكرار یسمى "الحرفی" مما یؤكد الحالة النفسیة التی یعیشها الشاعر، اضافة الى الوظیفة الایقاعیة التی یمثلها.
ویقول الدكتور جمال: "ان التكرار یؤكد المعنى عندما اقول "جاء الطالب"؛ فهذا تاكید انه قد جاء، ولما اقول "الشمس ساطعة" "الشمس ساطعة". فهذا تأكید ان الشمس ساطعة. فاذا اكدت المعنى باسلوب مختلف فیكون تقویة للمعنى وقد یكون فی التكرار زیادة اخرى مفیدة یوكد المعنى بفائدة جدیدة، والتكرار فی القرآن من اسبابه انه كان یثبت الرسول (ع)، ویؤكد المعنى لیرسخ المعنى فی نفوس اصحابه، فمن حیث المبدا لاحرج من التكرار فی القرآن وقد جاء التكرار فی القرآن الذی هو اعلى مستوى للغة وكما جاء فی قوله تعالى:
(وان اردتم استبدال زوج مكان زوج
واتیتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه
شیئا اتاخذونه بهتانا وانما مینا)
(سورة النساء / الایة 20)
ولهذا، فان "التكرار": یعنی الاتیان بعناصر متماثلة فی مواضع مختلفة من العمل الفنی، وهو اساس الایقاع بجمیع صوره، والتكرار مغایر: تردید، جناس متشابهة مرارا وتكرارا: لعدة مرات.
(معجم اللغة العربیة المعاصر، ص. 20)
التكرار الرسمی
یعتبر التكرار الرسمی شائعا فی اللغتین: الانجلیزیة والعربیة، ویتمثل فی اللغة العربیة ب (الجناس) بحیث یأخذ خمسة انظمة رئیسیة: التام، المماثل، المستوفی، المركب، مفروق، الناقص، المختلف، المقلوب والمحرف.
التكرار الكامل
التكرار الكامل اكثر شیوعا من التكرار الرسمی والمعنوی، ویركز على اهمیة مستویات ووظائف التكرار بصورة عامة.
التكرار المعنوی
ان ظاهرة التكرار ظاهرة لغویة عرفتها العربیة فی اقدم نصوصها التی وصلت الینا، نعنی بذلك الشعر الجاهلی، ثم استعملها القرآن الكریم، ووردت فی الحدیث النبوی الشریف وكلام العرب وشعره ونثره ... وفی العربیة نجد تكرارا للحروف والجمل الاسمیة والفعلیة، ونجد كذلك الوانا تكراریة ایقاعیة یقصد بها الى احداث نوع من الموسیقى اللفظیة المؤثرة.
وبالحقیقة، ان التكرار ظاهرة حیویة عامة، انها موجودة فی الحیاة فی صور متعددة، وبما ان اللغة صورة المجتمع، فأنها تحتوی على صور مما موجود فیه، فظاهرة كالترادف قد نجد لها شبها فی تشابه شخصین من البشر تشابها تاما یصعب معه التمیز بینهما، وظاهرة التضاد نجد لها شبها فیما بین الاسود والابیض من تضاد ... ، ونحن فی افعالنا واقوالنا نكرر كثیرا، وعلى مستوى الدرس العلمی والعملی لانكاد نجد عند النحاة والصرفین كبیر الاهتمام بالظاهرة، كونهم یهتمون بینیة الكلمة الواحدة، والنحو عندهم یهتم بتركیب الجملة، ولایتجاوز ذلك عادة الى النص كله، ولذلك اقتصر النحاة للتكرار غالبا على لون واحد منه هو ما اسموه "بالتأكید اللفظی". ویقول ارسطو فی "التكرار" انه: "العامل الذی یمزق ویحطم الاسلوب الجبد."(10)
مستویات التكرار
التكرار هو ذكر الجملة مرتین او ثلاث مرات فصاعدا، لاغراض منها:
أ- ) للتأكید، كقوله تعالى (كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون).
ب- ) لتناسق الكلام فلا یضره طول الفصل، قال تعالى (انی رأیت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأیتهم لی ساجدین)، بتكریر (رأیت) لئلا یضره طول الفصل.
ت- ) للاستیعاب، كقوله (الا فادخلوا رجلا رجلا ...).
ث- ) لزیادة الترغیب فی الشیء، كالعفو فی قوله تعالى (ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فأحذروهم وان تعدوا وتصفحوا وتغفروا فأن الله غفور رحیم).
ج- ) لاستمالة المخاطب، كقوله تعالى (وقال الذی آمن یاقوم أتبعون اهدكم سبیل الرشاد یاقوم انما هذه الحیاة الدنیا متاع وان الاخرة هی دار القرار، بتكریر (یاقوم).
ح- ) للتنویه بشأن المخاطب، كقوله (علی رجل رجل رجل ...).
خ- ) للتردید حثا على الشیء، كالسخاء فی قوله: قریب من الله السخی وانه ... قریب من الخیر الكثیر، كقوله (ابی ابی سیقدم غدا من سفره).
وظائف التكرار
1. ) الوظیفة التأكیدیة: ویراد بها اثارة التوقع لدى المتلقی، وتأكید المعانی وترسیخها فی ذهنه.
2. ) الوظیفة الایقاعیة: بالتكرار یساهم فی بناء ایقاع داخلی یحقق انسجاما موسیقیا خاصا.
3. ) الوظیفة التزینیة: وتكون بتكرار مختلفة فی المعنى ومتفقة فی البنیة الصوتیة، مما یضفی تلوینا جمالیا على الكلام.
(محمد العید، ص. 192)
والحقیقة ان الوظائف النحویة للتكرار هی:
1. ) تمیز النظم فی كل موضع بالزیادة او النقصان او اختلاف الالفاظ.
2. ) اشهار القصص لیلقیها كل من سمعها.
3. ) الفصاحة فی ابراز الكلام الواحد فی فنون مختلفة واسالیب متنوعة.
4. ) توكید الزجر والوعید، وبسط الموعظة وتثبیت الحجة ونحوها، او تحقیق النعمة، وتردید المنة، والتذكیر بالنعم.
5. ) تصریف القول.
(د. موسى، ص. 7)
وظائف التكرار فی اللغة العربیة والانجلیزیة
أ- ) تكرار الحرف الواحد الذی هو من بنیة الكلمة، وهذا النوع من التكرار لایقتصر دوره على مجرد تحسین الكلام، بل انه یمكن ان یكون من الوسائل المهمة التی تلعب دورها العضوی فی اداء المضمون، والتردید للحرف الواحد موجود فی شعرنا القدیم وفی الشعر الانجلیزی بأصطلاح (Alliteration). (الشعر الجاهلی، ص. 65)
ب- ) تكرار الحروف التی هی لیست من بنیة الكلمة ای الحروف التی تؤدی معنى مع غیرها من الكلمات.
ت- ) تكرار الكلمة الواحدة: وهذا الشكل نجد له امثلة كثیرة فی شعرنا القدیم حیث حرص الشعراء على تكرار اسماء حبیباتهم واعادتها فی قصائدهم، حتى ارتبط قسم منهم بتلك الاسماء.
ث- ) تكرار العبارة: وهذا النوع كان شائعا فی الشعر القدیم، فقد وجدنا المهلهل یكرر عبارة (على ان قالها عدلا من كلیب) فی ابیات كثیرة من قصیدته التی قالها فی رثاء اخیه. وترى نازك الملائكة ان تكرار العبارة اقل شیوعا فی شعرنا المعاصر من تكرار الكلمة.(11)
ج- ) تكرار المقطع كاملا: وهذا النوع من الاعادة لم نجد له اثرا فی الشعر القدیم، وبهذا یمكن القول ان التكرار المقطعی طبیعة الشكل الجدید للقصیدة المعاصرة.
ح- ) للحث على الاجتناب، كقوله (الحیة الحیة اهل الدار ...).
خ- ) لأثارة الحزن فی نفسه او المخاطب، كقوله (أیا مقتول ماذا كان جرمك أیا مقتول ...).
د- ) للارشاد الى الخیر، كقوله تعالى: (أولى لك فأولى ثم أولى فأولى.).
ذ- ) للتهویل بالتكریر، كقوله تعالى: (الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة).
ویعد التكرار مظهرا من مظاهر بلاغة البیان القرأنی، وهو ان یزاد فی الكلام على اصل المراد الفائدة، ویرد فی الالفاظ والجمل والموضوعات، واعلن ان كل مكرر فیه جدید طریف لا محالة، وهناك نوعان من التكرار:
1. ) تكرار الكلام من جنس واحد كقوله تعالى: (فبأی آلاء ربكما تكذبان).
(سورة الرحمن / الایة 13)
2. ) تكرار المعنى بلغتین مختلفین لاشباع المعنى والاتساع فی الالفاظ كقوله: (فیهما فاكهة ونخل ورمان).
(سورة الرحمن / الایة 68)
(صمیم كریم، 1988: ص. 101)
الهوامش
1. ) كتاب سیبویه (تحقیق عبد السلام هارون، عالم الكتب، بیروت)، ص. 83-84.
2. ) فؤاد زكریا، مع الموسیقى ذكریات ودراسات (دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد)، ص. 55.
3. ) ثلاث رسائل فی اعجاز القرآن (تحقیق د. محمد خلف و د. محمد زغلول سلام، دار المعارف بمصر)، ص. 148.
4. ) عبد القادر حسین، اثر النحاة فی البحث البلاغی (مطبعة النهضة مصر، 1975). ص. 140.
5. ) هیجل، المدخل الى علم الجمال (ترجمة جورج طرابیش، ط. الاولى، دار الطلیعة، بیروت 1978، ص. 71).
6. ) دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد، 1986)، ص. 120-121.
7. ) انوار الربیع فی انواع البدیع: لابن معصوم، ج34، ص. 35.
8. ) التكرار فی الشعر الجاهلی، د. موسى ربایعة (بحث مقدم لمؤتمر النقد الادبی الثانی 1988، جامعة الیرموك، اربد، ص. 70.
9. ) الجاحظ: البیان والتبین، ج1، ص. 104-105.
10. ) Michael Tilmouth, "Repeat", The New Dictionary of Music. P.66.
11. ( قضایا الشعر المعاصر، ص. 233.
المصادر
البوشیخی: مصطلحات نقدیة وبلاغیة فی كتاب البیان والتبین للجاحظ، ط1، 1982.
عبد الله ابراهیم: المتخیل السردی (مقاربات نقدیة فی التناص والرؤى والدلالة)، الدار البیضاء، المغرب – بیروت، لبنان، ط1، 1990.
رشید بن مالك: قاموس مصطلحات التحلیل للنصوص، دار الحكمة، الجزائر، 2000.
محمد البردی: "التجریب وانهیار الثوابت."، مجلة الاداب، بیروت – لبنان، عدده، حزیران، 1997، ص. 42.
تاج اللغة وصحاح العربیة، الجواهری.
جوهر الكنز، ابن الاثیر الحلبی، ص. 257.
التكوین التكراری فی الشعر، د. فایز العلی (مجلة مؤتة للبحوث والدراسات)، م1، 1996.
النقد التطبیقی التحلیلی، د. عبد الحكیم راضی، مكتبة الخانجی، مطابع النجوى، القاهرة، 1980.
التكرار اللفظی: انواعه ودلالاته قدیما وحدیثا، صمیم كریم الیاس، 1988، رسالة ماجستیر.
البحث تقدم به الأستاذ الباحث علی أسماعیل الجاف
ومما لاشك فیه ان للتكرار علاقة وثیقة بعلم النحو، ذلك انه واحد من اهم صور التوكید فی اللغة العربیة، ودرس التوكید ضمن مباحث النحو كما هو معلوم، وبما ان الدراسات الاولى التی تناولت القرأن الكریم اهتمت بنحوه واعلاابه، فیبدو من الطبیعی ان تكون الاشارات الاولى للتكرار قد وردت فی كتب النحو ولاسیما فی اولها – اعنى كتاب سیبویه – اذ عده ضربا من التوكید لایختلف عن (اجمعین) ونحوها وهی لفظة تستعمل لتاكید المعنى.(3)
بینما نجد الجاحظ یعالج التكرار من زاویة تختلف كل الاختلاف عما وجدناه عند سیبویه والفراء، وهذا امر طبیعی لان اهتمامات الرجل الثقافیة ومناهله تتباین تباینا كبیرا مع ثقافة الرجلین. فهو یرى ان التكرار "لیس فیه حد ینتهی الیه ولایؤتى على وضعه وانما ذلك على قدر المستمعین ووظیفته عنده الافهام كما جاء فی كتابه (البیان والتبین) عام 1968، ص. 105.
من المعلوم "ان الفن وجد كی یوظف فینا الشعور بالجمال، وعلى اساس هذا الافتراض یكون للشعور مظهر خاص، هو مظهر حس الجمال."(4) فلابد والحالة هذه من علامات تتیح المجال لشعور الانسان كی یتحسس الجمال. لقد وضع ارسطو منذ القدم اركانا للجمال لعل ابرزها قانون الوحدة فی المأساة وتقوم اهمیة الوحدة فی انها: "منها تتفرع باقی اركان الجمال: الانسجام او تلاؤم الاجزاء، التناسب، التوازن، التطور، التدرج، التقویة والتمركز، الترجیح والتكرار."(5)
یعرف السجلماسی "التكرار" بعد ان یعطی معناه بأنه: "اعادة اللفظ الواحد بالعدد او النوع، او المعنى الواحد بالعدد او النوع، فی القول مرتین فصاعدا، وهی اسم لمحمول یشابه به شیء شیئا" فی جوهره." (المنزع البدیع، ص. 476). وروى صاحب التاج ان السیوطی ذكر فی بعض اجوبته "ان التكرار هو التجدید للفظ الاول ویفید ضربا من التاكید."
التكرار فی اللغة العربیة
یعد التكرار من الظواهر الاسلوبیة التی تستخدم لفهم النص الادبی، وهو مصطلح عربی كان له حضوره عند البلاغین العرب القدامى فهو فی اللغة من الكر بمعنى الرجوع. ویاتی بمعنى الاعادة والعطف ویقول ابن منظور:
"الكر: الرجوع یقال كره وكر بنفسه ...
والكر مصدر كر علیه یكر وكرورا
وتكرارا: عطف علیه وكر عنه: رجع ...
وكرر الشیء وكركره: اعادة مرة اخرى."
فالرجوع الى الشیء واعادته وعطفه هو التكرار. اما فی الاصطلاح فهو تكرار الكلمة او اللفظة من مرة فی سیاق واحد اما للتوكید او لزیادة التنبیه او التهویل او التعطیم او للتلذذ بذكر المكرر."(6)
والتكرار لایقوم فقط على مجرد تكرار اللفظة فی السیاق، وانما ما تتركه هذه اللفظة من اثر انفعالی فی نفس المتلقی (د. ابراهیم، ص. 8)؛ وبذلك یعكس جانبا من الموقف النفسی والانفعالی، ومثل هذا الجانب لایمكن فهمه الا من خلال دراسة التكرار یحمل فی ثنایاه دلالات نفسیة وانفعالیة مختلفة تفرضها طبیعة السیاق، والتكرار یمثل احدى الادوات الجمالیة التی تساعد على فهم مشهد، صورة او موقف ما.
فیرى ابن الاثیر ان التكرار قسمان: احدهما یوجد فی اللفظ والمعنى والاخر فی المعنى دون اللفظ، فالذی یوجد فی اللفظ والمعنى كقولك لمن تستدعیه: اسرع اسرع. واما الذی یوجد فی المعنى دون اللفظ فكقولك: اطعنی ولاتعصنی فان الامر بالطاعة هو النهی عن المعصیة. فمثل هذه الملاحظة ترصد دقة الكشف عن حركة الملحظ البلاغی فی السیاق، فهی اشارة الى ان التكرار یتشكل فی مستویین: الاول، مستوى لفظی والثانی معنوی.
(مدحت، 1984: ص. 47)
وكلمة "تكرار" لاتینیة ومعناها یحاول مرة اخرى ومأخوذة من "Petere" ومعناها یبحث،
والتكرار احدى الادوات الفنیة الاساسیة للنص وهی تستعمل فی التالیف الموسیقی والرسم والشعر والنثر.(7)
وتشكل ظاهرة التكرار فی الشعر العربی بأشكال مختلفة متنوعة فهی تبدا من الحرف وتمتد الى الكلمة او العبارة والى بیت الشعر، وكل جانب یعمل على ابراز جانب تاثیری خاص للتكرار.
ما هو التكرار وانواعه؟
"التكرار" هی ظاهرة موسیقیة ومعنویة تقتضی الاتیان بلفظ متعلق بمعنى، ثم اعادة اللفظ مع معنى اخر فی نفس الكلام.
(محمد البادی، ص. 192)
یتحقق التكرار عبر عدة انواع:
1. ) تكرار الحرف: وهو یقتضی تكرار حروف بعینها فی الكلام، مما یعطی الالفاظ التی ترد فیها تلك الحروف ابعادا تكشف عن حالة الشاعر النفسیة.
2. ) تكرار اللفظة: وهو تكرار بعید اللفظة الواردة فی الكلام لاغناء دلالة الالفاظ، واكسابها قوة تاثیریة.
3. ) تكرار العبارة او الجملة: وهو تكرار یعكس الاهمیة التی یولیها المتكلم لمضمون تلك الجمل المكررة باعتبارها مفتاحا لفهم المضمون العام الذی یتوخاه المتكلم. اضافة الى ما تحققه من توازن هندسی وعاطفی بین الكلام ومعناه.
(ابن الاثیر، ص. 27)
ویستدعی "التكرار" التاكید والتذكیر ای تكرار الالفاظ التی تخدم الموضوع كما قال ابن اثیر: "اعلم ان فی القرآن مكررا لافائدة فی تكریره، فان رایت شیئا من حیث الظاهر، فأنعم نظرك فیه، فأنظر على سوابقه ولواحقه.
یقول (ابراهیم الفقی، ج2، ص. 136) عن مفهوم وتعریف "التكرار" بأنه: ظاهرة بیانیة بوظیفة الربط على مستوى البینة الظاهرة للنص المؤدیة الى الانسجام (الداخلی) فهو لیس مجرد اعادة لالفاظ وعبارات داخل النص، لكن هو العلاقة بین مفاهیم التكرار لغویا – وظائفها داخل النص – نصیا – والتكرار هی ظاهرة من ظواهر التماسك النصی اهتم به الاقدمون كثیرا، فها هو الجاحظ یسمیه "الترداد" كما یقول:
"وجملة القول فی الترداد انه لیس فیه
حد ینتهی الیه ولا یؤتى على وصفه،
وانما ذلك على قدر المستمعین، ومن
یحضره من العوام والخواص ..."(8)
وتقول المستشرقة بربرا جنستون كوتش فی التكرار: "هو الاقناع من خلال الصیاغة والباسها ایقاعات نغمیة متكررة جمیلة تهدف الى استمالة السامع."
ویقول البحتری:
"صنت نفسی عما یدنس نفسی
وترفعت عن جدی كل جبس
وتماسكت حین زعزعنی الدهر
التماسا منه لتعسی ونكسی."(9)
فی مثال البحتری نجد ونلاحظ ان حرف السین تكرر سبع مرات فی البیتین، وهذا النوع من التكرار یسمى "الحرفی" مما یؤكد الحالة النفسیة التی یعیشها الشاعر، اضافة الى الوظیفة الایقاعیة التی یمثلها.
ویقول الدكتور جمال: "ان التكرار یؤكد المعنى عندما اقول "جاء الطالب"؛ فهذا تاكید انه قد جاء، ولما اقول "الشمس ساطعة" "الشمس ساطعة". فهذا تأكید ان الشمس ساطعة. فاذا اكدت المعنى باسلوب مختلف فیكون تقویة للمعنى وقد یكون فی التكرار زیادة اخرى مفیدة یوكد المعنى بفائدة جدیدة، والتكرار فی القرآن من اسبابه انه كان یثبت الرسول (ع)، ویؤكد المعنى لیرسخ المعنى فی نفوس اصحابه، فمن حیث المبدا لاحرج من التكرار فی القرآن وقد جاء التكرار فی القرآن الذی هو اعلى مستوى للغة وكما جاء فی قوله تعالى:
(وان اردتم استبدال زوج مكان زوج
واتیتم احداهن قنطارا فلا تاخذوا منه
شیئا اتاخذونه بهتانا وانما مینا)
(سورة النساء / الایة 20)
ولهذا، فان "التكرار": یعنی الاتیان بعناصر متماثلة فی مواضع مختلفة من العمل الفنی، وهو اساس الایقاع بجمیع صوره، والتكرار مغایر: تردید، جناس متشابهة مرارا وتكرارا: لعدة مرات.
(معجم اللغة العربیة المعاصر، ص. 20)
التكرار الرسمی
یعتبر التكرار الرسمی شائعا فی اللغتین: الانجلیزیة والعربیة، ویتمثل فی اللغة العربیة ب (الجناس) بحیث یأخذ خمسة انظمة رئیسیة: التام، المماثل، المستوفی، المركب، مفروق، الناقص، المختلف، المقلوب والمحرف.
التكرار الكامل
التكرار الكامل اكثر شیوعا من التكرار الرسمی والمعنوی، ویركز على اهمیة مستویات ووظائف التكرار بصورة عامة.
التكرار المعنوی
ان ظاهرة التكرار ظاهرة لغویة عرفتها العربیة فی اقدم نصوصها التی وصلت الینا، نعنی بذلك الشعر الجاهلی، ثم استعملها القرآن الكریم، ووردت فی الحدیث النبوی الشریف وكلام العرب وشعره ونثره ... وفی العربیة نجد تكرارا للحروف والجمل الاسمیة والفعلیة، ونجد كذلك الوانا تكراریة ایقاعیة یقصد بها الى احداث نوع من الموسیقى اللفظیة المؤثرة.
وبالحقیقة، ان التكرار ظاهرة حیویة عامة، انها موجودة فی الحیاة فی صور متعددة، وبما ان اللغة صورة المجتمع، فأنها تحتوی على صور مما موجود فیه، فظاهرة كالترادف قد نجد لها شبها فی تشابه شخصین من البشر تشابها تاما یصعب معه التمیز بینهما، وظاهرة التضاد نجد لها شبها فیما بین الاسود والابیض من تضاد ... ، ونحن فی افعالنا واقوالنا نكرر كثیرا، وعلى مستوى الدرس العلمی والعملی لانكاد نجد عند النحاة والصرفین كبیر الاهتمام بالظاهرة، كونهم یهتمون بینیة الكلمة الواحدة، والنحو عندهم یهتم بتركیب الجملة، ولایتجاوز ذلك عادة الى النص كله، ولذلك اقتصر النحاة للتكرار غالبا على لون واحد منه هو ما اسموه "بالتأكید اللفظی". ویقول ارسطو فی "التكرار" انه: "العامل الذی یمزق ویحطم الاسلوب الجبد."(10)
مستویات التكرار
التكرار هو ذكر الجملة مرتین او ثلاث مرات فصاعدا، لاغراض منها:
أ- ) للتأكید، كقوله تعالى (كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون).
ب- ) لتناسق الكلام فلا یضره طول الفصل، قال تعالى (انی رأیت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رأیتهم لی ساجدین)، بتكریر (رأیت) لئلا یضره طول الفصل.
ت- ) للاستیعاب، كقوله (الا فادخلوا رجلا رجلا ...).
ث- ) لزیادة الترغیب فی الشیء، كالعفو فی قوله تعالى (ان من ازواجكم واولادكم عدوا لكم فأحذروهم وان تعدوا وتصفحوا وتغفروا فأن الله غفور رحیم).
ج- ) لاستمالة المخاطب، كقوله تعالى (وقال الذی آمن یاقوم أتبعون اهدكم سبیل الرشاد یاقوم انما هذه الحیاة الدنیا متاع وان الاخرة هی دار القرار، بتكریر (یاقوم).
ح- ) للتنویه بشأن المخاطب، كقوله (علی رجل رجل رجل ...).
خ- ) للتردید حثا على الشیء، كالسخاء فی قوله: قریب من الله السخی وانه ... قریب من الخیر الكثیر، كقوله (ابی ابی سیقدم غدا من سفره).
وظائف التكرار
1. ) الوظیفة التأكیدیة: ویراد بها اثارة التوقع لدى المتلقی، وتأكید المعانی وترسیخها فی ذهنه.
2. ) الوظیفة الایقاعیة: بالتكرار یساهم فی بناء ایقاع داخلی یحقق انسجاما موسیقیا خاصا.
3. ) الوظیفة التزینیة: وتكون بتكرار مختلفة فی المعنى ومتفقة فی البنیة الصوتیة، مما یضفی تلوینا جمالیا على الكلام.
(محمد العید، ص. 192)
والحقیقة ان الوظائف النحویة للتكرار هی:
1. ) تمیز النظم فی كل موضع بالزیادة او النقصان او اختلاف الالفاظ.
2. ) اشهار القصص لیلقیها كل من سمعها.
3. ) الفصاحة فی ابراز الكلام الواحد فی فنون مختلفة واسالیب متنوعة.
4. ) توكید الزجر والوعید، وبسط الموعظة وتثبیت الحجة ونحوها، او تحقیق النعمة، وتردید المنة، والتذكیر بالنعم.
5. ) تصریف القول.
(د. موسى، ص. 7)
وظائف التكرار فی اللغة العربیة والانجلیزیة
أ- ) تكرار الحرف الواحد الذی هو من بنیة الكلمة، وهذا النوع من التكرار لایقتصر دوره على مجرد تحسین الكلام، بل انه یمكن ان یكون من الوسائل المهمة التی تلعب دورها العضوی فی اداء المضمون، والتردید للحرف الواحد موجود فی شعرنا القدیم وفی الشعر الانجلیزی بأصطلاح (Alliteration). (الشعر الجاهلی، ص. 65)
ب- ) تكرار الحروف التی هی لیست من بنیة الكلمة ای الحروف التی تؤدی معنى مع غیرها من الكلمات.
ت- ) تكرار الكلمة الواحدة: وهذا الشكل نجد له امثلة كثیرة فی شعرنا القدیم حیث حرص الشعراء على تكرار اسماء حبیباتهم واعادتها فی قصائدهم، حتى ارتبط قسم منهم بتلك الاسماء.
ث- ) تكرار العبارة: وهذا النوع كان شائعا فی الشعر القدیم، فقد وجدنا المهلهل یكرر عبارة (على ان قالها عدلا من كلیب) فی ابیات كثیرة من قصیدته التی قالها فی رثاء اخیه. وترى نازك الملائكة ان تكرار العبارة اقل شیوعا فی شعرنا المعاصر من تكرار الكلمة.(11)
ج- ) تكرار المقطع كاملا: وهذا النوع من الاعادة لم نجد له اثرا فی الشعر القدیم، وبهذا یمكن القول ان التكرار المقطعی طبیعة الشكل الجدید للقصیدة المعاصرة.
ح- ) للحث على الاجتناب، كقوله (الحیة الحیة اهل الدار ...).
خ- ) لأثارة الحزن فی نفسه او المخاطب، كقوله (أیا مقتول ماذا كان جرمك أیا مقتول ...).
د- ) للارشاد الى الخیر، كقوله تعالى: (أولى لك فأولى ثم أولى فأولى.).
ذ- ) للتهویل بالتكریر، كقوله تعالى: (الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة).
ویعد التكرار مظهرا من مظاهر بلاغة البیان القرأنی، وهو ان یزاد فی الكلام على اصل المراد الفائدة، ویرد فی الالفاظ والجمل والموضوعات، واعلن ان كل مكرر فیه جدید طریف لا محالة، وهناك نوعان من التكرار:
1. ) تكرار الكلام من جنس واحد كقوله تعالى: (فبأی آلاء ربكما تكذبان).
(سورة الرحمن / الایة 13)
2. ) تكرار المعنى بلغتین مختلفین لاشباع المعنى والاتساع فی الالفاظ كقوله: (فیهما فاكهة ونخل ورمان).
(سورة الرحمن / الایة 68)
(صمیم كریم، 1988: ص. 101)
الهوامش
1. ) كتاب سیبویه (تحقیق عبد السلام هارون، عالم الكتب، بیروت)، ص. 83-84.
2. ) فؤاد زكریا، مع الموسیقى ذكریات ودراسات (دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد)، ص. 55.
3. ) ثلاث رسائل فی اعجاز القرآن (تحقیق د. محمد خلف و د. محمد زغلول سلام، دار المعارف بمصر)، ص. 148.
4. ) عبد القادر حسین، اثر النحاة فی البحث البلاغی (مطبعة النهضة مصر، 1975). ص. 140.
5. ) هیجل، المدخل الى علم الجمال (ترجمة جورج طرابیش، ط. الاولى، دار الطلیعة، بیروت 1978، ص. 71).
6. ) دار الشؤون الثقافیة العامة، بغداد، 1986)، ص. 120-121.
7. ) انوار الربیع فی انواع البدیع: لابن معصوم، ج34، ص. 35.
8. ) التكرار فی الشعر الجاهلی، د. موسى ربایعة (بحث مقدم لمؤتمر النقد الادبی الثانی 1988، جامعة الیرموك، اربد، ص. 70.
9. ) الجاحظ: البیان والتبین، ج1، ص. 104-105.
10. ) Michael Tilmouth, "Repeat", The New Dictionary of Music. P.66.
11. ( قضایا الشعر المعاصر، ص. 233.
المصادر
البوشیخی: مصطلحات نقدیة وبلاغیة فی كتاب البیان والتبین للجاحظ، ط1، 1982.
عبد الله ابراهیم: المتخیل السردی (مقاربات نقدیة فی التناص والرؤى والدلالة)، الدار البیضاء، المغرب – بیروت، لبنان، ط1، 1990.
رشید بن مالك: قاموس مصطلحات التحلیل للنصوص، دار الحكمة، الجزائر، 2000.
محمد البردی: "التجریب وانهیار الثوابت."، مجلة الاداب، بیروت – لبنان، عدده، حزیران، 1997، ص. 42.
تاج اللغة وصحاح العربیة، الجواهری.
جوهر الكنز، ابن الاثیر الحلبی، ص. 257.
التكوین التكراری فی الشعر، د. فایز العلی (مجلة مؤتة للبحوث والدراسات)، م1، 1996.
النقد التطبیقی التحلیلی، د. عبد الحكیم راضی، مكتبة الخانجی، مطابع النجوى، القاهرة، 1980.
التكرار اللفظی: انواعه ودلالاته قدیما وحدیثا، صمیم كریم الیاس، 1988، رسالة ماجستیر.
البحث تقدم به الأستاذ الباحث علی أسماعیل الجاف
+درج شده توسط مترجم عربی - دکتر مهدي شاهرخ در دوشنبه ۱۸ مرداد ۱۳۹۵و ساعت 1:9|